عاممقالات

أين نحن من إبتهال أبوالسعد ؟

المواقف وحدها تصنع الأبطال وتسجل أسماءهم فى أنصع وأشرف صفحات التاريخ، وبطلة اليوم مثلها مثل الكثيرين الذين يعيشون صراعاً داخلياً كبيراً بين ضمير حى يؤلم قلوبهم ويؤرق منامهم ويشعرهم بالذنب ولديهم رغبة فى التعبير الحقيقي الفاعل عن مواقفهم وهم يشاهدون أكبر جريمة إبادة جماعية فى التاريخ تحدث لأهل غزة تحت سمع وبصر العالم أجمع والذي فقد قيمه وضميره وكل معانى الإنسانية وفى ظل صمت عربى وإسلامى بغيض ومشين ومهين، وبين الخوف على أنفسهم وعلى مصدر كسب عيشهم والخروج عن النص والتغريد خارج السرب.

ولكن بطلة اليوم إستطاع ضميرها الحى وقيمها ومبادئها الإنتصار على ضعف نفسها وعلى خوفها على وضعها المادي و الإجتماعي .. إنها البطلة المغربية المهندسة والمبرمجة إبتهال أبوالسعد والتي تعمل بشركة «مايكروسوفت» وما أدراك ما شركة «مايكروسوفت» من وضع إجتماعي ومادى.

هذه البطلة التى لم تتحمل الصمت ولم يعُد لديها القدرة على السكوت عما تفعله الشركة التي تعمل بها من تقديم تكنولوجيا وشفرات للكيان الصهيونى المحتل تُستخدم فى القصف والقتل والمراقبة لغزة وأهل غزة، فاستجمعت شجاعتها وبطولتها وصبرها الذي نفد لتفضح شركة «مايكروسوفت» ومالكها ومن يعملون بها على الهواء وأمام الجميع على الدور القذر المشين للشركة في حرب غزة أثناء إحتفالية بالذكرى الـ ٥٠ لتأسيس الشركة.

فعلت البطلة إبتهال ذلك وهى تعلم عواقب موقفها وفعلتها وأن تلك اللحظة ستكون لحظة فقدها لوظيفتها ومصدر كسب عيشها وقد تُمنع أيضا من العمل بأى شركة أخرى كبيرة.

نعم فقدت إبتهال وظيفتها ولكنها كسبت إحترام الملايين والأكبر والأهم أنها تخلصت من صراعها الداخلى وابتغت رضاء الله حتى لا تكون شريكة في الدور المشين لشركة «مايكروسوفت»

صدقوني ما قامت به البطلة المغربية إبتهال أبو السعد لا يستطيع الملايين من الرجال القيام به .. نعم قد يكونون مثلها يعيشون الصراع الداخلي ويتمنون أن ينتصروا على ضعف أنفسهم ولكنهم غير قادرين على تحمل تبعات مواقفهم.

لا تحزني أيتها البطلة، فالله لن يتركك ولن يخذلك ويكفي أنك أرحتِ ضميرك وتاجرتِ مع الله وسيُكتب موقفك فى أنصع الصفحات المشرفة.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى